قد تختلفون معي، ولكني أرى السبب الذي ساهم أكثر في تفكيك الوحدة اليمنية هو سبب "شمالي"، وأن السبب الذي يؤجل قرار الانفصال هو سبب "جنوبي".
العامل الذي ساهم أكثر من غيره في تفكيك ما تبقى من الوحدة اليمنية ليس سيطرة المجلس الانتقالي على الجنوب وانما سيطرة الحوثي على الشمال وشروعه في تأسيس دولة أمر واقع انفصالية شمالية لها جمارك مستقلة وعملة مستقلة ومؤسسات دولة مستقلة.
أما المجلس الانتقالي فقد ظل يتعامل مع مؤسسات الدولة الموحدة حتى قامت سلطات الحوثي بفصلها واحدة بعد أخرى.
أما ما يؤجل تحويل الانفصال إلى واقع سياسي فليس تمسك الشمال بالوحدة بقدر ما هو تفكك الجنوب حول مسالة الانفصال. فالصراع في الجنوب اليوم هو صراع جنوبي-جنوبي متمحور حول نفس خطوط الانقسام القديمة التي شكلت مأساة 1986 : محور عدن، لحج، الضالع، يافع المطالب بالانفصال، في مواجهة محور ابين، شبوه، المهرة المتمسك بالوحدة ولو بشكل مؤقت وبراغماتي.
أما حضرموت فتظل في موقف الترقب والتكيف مع الأمر الواقع وحدة أو انفصالا خاصة وأن دولة جنوبية مستقلة لا تقل سوءا في نظرها عن دولة موحدة.
أنجز اليمنيون أهم حدثين في القرن العشرين هما الجمهورية والوحدة. تفككت مشروعية الوحدة عام 1994، وتشظت الجمهورية عام 2014، لكن العلاقة بين الشمال والجنوب ظلت على نفس المستوى من التداخل والغموض هي حالة "لا وحدة ولا انفصال"، مثلما يعيش اليمن اليوم حالة "اللا-حرب واللا-سلام".
ومثل هذه الحالات الرمادية تطول ولا تتغير إلا من الداخل..
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
نحو استعادة الشرعية: ميلاد تكتل سياسي جديد يعيد بناء الدولة
-
ناشطة يمنية تثير الجدل بدفاعها عن المثليين: خطوة جريئة نحو أوروبا
-
حادث لايصدق في صنعاء.. سيارة تعتلي أخرى وكأنها مشهد من فيلم خيالي
-
تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! (صور)
-
كشف المستور: بريطانيا تُعيد فتح ملف اغتيال الرئيس الحمدي وتثير جدلاً واسعاً
-
شاهد.. أب يطلب من أبنائه حضور عزيمة لأجل أحد أصدقائه.. وعندما ذهبوا كانت المفاجأة
-
البيض: صيف سياسي ساخن يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة