عن الرئيس صالح والوحدة والحرب مع الحوثي
الساعة 09:51 مساءً

 

أما قبل : هكذا بدأ الرافعي مصطفى، إحدى رسائل الورد 
ولد علي عبدالله صالح في اسرته الجبلية البسيطة، ينتمي لطموحه فقط ولكي يصبح الرجل الذي تفتخر فيه العائلة فتجند وثار وضحى وترقى بدمه وأصبح الذي تعرفونه
للجنوبيين : أتى علي عبدالله صالح يحمل بخافقيه القلب الشمالي الخالص، كان صالح هو الحاكم اليماني الأول في مدن الجبال من وسط الناس، من كادحيهم، وكان تواجده في رأس البلاد أول انقلاب اجتماعي يعيد الناس البسطاء بكل شجاعتهم الى سلطة الرئيس فمنذ آلاف السنوات عجز اليمني أن يستطيع حكم نفسه، ما بين العمامة والعمامة، وبين القبيلة والقبيلة، بين الغازي والغزاة، وطفقوا يكدحون يكدحون يكدحون حتى الموت وقد أردت كتابة هذه المقاربة بذكرى الوحدة كي نتأمل نحن وأنتم ونصل الى سجادة السماء
لا تكرهوا علي عبدالله صالح وان كرهتم الطابور الذي تمترس حوله فالزعيم صالح ابن لحظته التأريخية ووليد المنجز الذي شيدتموه معه فلا هو حاشد التي طغت ولا بكيل التي تجبرت ولا هو العمامة السوداء التي حاربتنا قرون وأدمتنا الى اللحظة ولا هو سليل ذلك الاقطاع الذي يستعيد اقطاعه السياسي عبر كرسيه أو باتفاقية الوحدة، بل هو الصالح من أعمق تفاصيل الفلاحة والجبال والمراعي .
قراءة حياة صالح ومرحلته بحاجتها أنتم وعليكم فعل ذلك لتعلموا أن صالح كان ايضا ضحية للصفوف الشاهرة سكاكين الأزمنة المتعاقبة ولذا بفيض معرفته أدرك أن الشمال لا يمكنه أن يخلع أسمال الجهل والتخلف من بقايا عقود الكهنتة ويتخلص من سحنة ذلك الهمجي الأسود دون أن يلتئم بكم، بالجنوب 
وأما بعد : حسب العادة
بعد الوحدة، وقبل تخليه عن السلطة، كان الزعيم صالح قد تخلص من صفوف المخاتلة وكان الصف الجنوبي هو الذي يحيط به بلا منازع والشواهد أمامكم ولكن المشكلة كانت أنكم تكرهون صالح لأنكم كرهتم سواه،حاول وعي الطوابير المحيدة أن يثبت للبلاد ارتباط صالح بشللية الشمال وعمائم الافكار البالية لايجاد حالة ضد من الجنوب تستهدف نظامه
الذين كانوا نواة الحراك الجنوبي استهدافا لصالح هم الآن من يحشدون الى كل الجنوب.
الذين كانوا طابور النهب والسلب بعهد صالح وهذه من ظروف العصبة ومن معضلات كل حاكم أمام مؤيديه هم الآن يناجزونكم بالدم.
الذين تخلوا عن حرب الحوثي هم الآن الذين يريدون حربكم أنتم وبقية صالح، حد سواء.
الوحدة ليست مقدسة، هذا رأيي، الانسان أقدس من الوحدة ولا أريدكم أن تقبلوا بنا ولم نسترد بلادنا بعد وما أردته فقط أن تعيدوا النظر وأن تدرسوا المرحلة وأن تبجدوا بداية جديدة لمستقبل مشرف دون الغرق معنا في التفاصيل المهلكة، وحسب حقيقة واحدة: أن صالح ليس ما ترون وتشهدون، صالح غير .
في ذكرى الوحدة عليكم أن تعرفوا حقيقة الشمال، بحقيقة علي عبدالله صالح، تعترفوا ايضا كما نحن نعترف أننا وقعنا كشعب في جوف مؤامرة سوداء وكنا الضحايا وأولنا الزعيم علي عبدالله صالح، ضحايا الطامعين
صالح مختلف، استشهاده وسط بيته في العاصمة صنعاء وقد هرب من هم أقوى منه وأكثر منه وأغنى منه يفسح لكم المجال كي تقيسوا نوعية الرجال فمن لا يترك بيته في أشد الظروف لا يشيد وحدة ليسلب بيوتكم فالفار من يبيت في صناديق المال وينسى بيته هو العدو
وآخر الكلام : أثق أنكم ستدركون الحقيقة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان