ما يمارسه الحوثي في صنعاء، تضامنه مع فلسطين: هو تمييع لفكرة العدالة، بل تشويه للعواطف البشرية السوية، كيف يمكنني أن أقف في السبعين وأهتف ضد الظلم البعيد، في مدينة تعج بالمظلومين القريبين..؟
الحوثي يعبث بحياة الناس، يصادر حقوقهم، ثم يطالبهم بالخروج مناصرة لإخوانهم المظلومين في فلسطين.. ليس التضامن مع فلسطين هو المشكلة؛ لكن التجاوب مع دعوات سلطة فاجرة؛ مساهمة في تطهير جماعة قذرة، بجلبات قضية طاهرة.
مناصرتك للمظلوم تحت غطاء جماعة ظالمة، هو تلطيخ للقضية، تدمير للمعيارية القيمية.
أعيش في صنعاء، وفي كل نشاط مناصر لفلسطين، أسأل نفسي: ماذا يعني أن أخرج للتضامن مع مظلومية بشر هناك، مظلومين بالفعل_أعني الفلسطينين_وأنا لا أستطيع الدفاع عن جاري المختطف وصديقي المخفي قسريًا..أليس الإنسان هو الإنسان، أليس الظلم هو الظلم، هل يمكن تجزئة القيم، وهل يمكن أن يكون دفاعك عن المظلوم نزيهًا، فيم أنت تمارس طغيانًا على من هم تحت سطوتك..؟
كل من هو مناصر بحق للفلسطينيين، لا بد أنه مناهض للحوثي. أي حوثي متضامن مع فلسطين، مشكوك في نزاهته، حتى لو كانت مشاعره صادقه، فموقفه القيمي مختل، شخص يعاني من انفصام ذهني، يساند سلطة مغتصبة في صنعاء، ويناهض سلطة مغتصبة في مكان أخر، وفي كلا الموقفين، هو شخص يعاني من تشوّه ذهني، انحراف نفسي عن الفطرة السوية، يعجز معها عن إدراك تناقضه..فلا فرق بين من يغتصب أرضك ومن يغتصب إرادتك، فمن يحكمك بالقوة هو يصادر سيادتك على أرضك، تماما كمن يغتصب أرضك ويعطل إرادتك.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
السعودية تُعدل شروط تأشيرة العمرة.. قيود جديدة على السفر الفردي
-
السعودية تُحدث نقلة نوعية: إقامة دائمة بدون كفيل وبمزايا استثنائية
-
مسؤول استخباراتي إسرائيلي يكشف عن عدد الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران حاليا
-
منارات المساجد في صنعاء تتحول إلى منصات تجارية.. ما القصة؟
-
أسواق الصرافة تفاجئ الجميع بتغييرات كبيرة في أسعار الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني..السعر الان
-
بعد عامين من البحث.. أبو بكر الشيباني يجد والده في مستشفى بالقاهرة ويكشف تفاصيل صادمة
-
مقارنة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ "حزب الله" و"حماس".. موقع عبري يكشف فوارق فظيعة ومرعبة