مطلع رمضان سألني أطفالي ماذا يشاهدون من مسلسلات يمنية؟
قلت لهم التي تذكركم بوطنكم وجمهوريتكم، فقالوا لي ماهي القنوات اليمنية المناسبة؟ قلت لهم التي لا تدعمها إيران.
ولأنني التحقت ببرنامج تعليمي يبدأ بعد الافطار بربع ساعة حتى منتصف الليل، لم أتمكن من المشاهدة معهم ، وأحاول كل سبت وأحد أتناقش معهم على محتوى المسلسلات التي يشاهدونها، وكلها تركزت على مسلسل في يمن شباب وآخر في قناة السعيدة ، بينما افتح لهم أحيانا أغاني الأضرعي من قناة سهيل في وقت ما نلتقي بعد انتهاء مدرستهم قبل بدء برنامج رمضان المنزلي، لأن مثل هذا المسلسل يناقش قضايا معقدة تحتاج أن أحدثهم كل يوم عن ما تعني الإمامة والهاشمية والتدخلات الايرانية .
كنت قد تابعت إلى جانب بعض حلقات خلف الشمس من السعيدة وليالي الجحملية من يمن شباب بعض حلقات عيال قحطان على قناة المهرية، ولأنني لم أشعر بأي أهداف واضحة للمسلسلات أحاول دائما سؤالهم عن ما استفادوه ، ولكن النتيجة طبعا بعض المعالجات المجتمعية البسيطة، دون النظر للقضايا الوطنية الكبيرة التي تتعلق بالانقلاب والجمهورية ، لكن ما لفتني في مسلسل عيال قحطان شخصية الأجنبي مايكل الذي يقوم بأعمال الدسيسة والتحريض بين القبائل كما كان يعمل الاستعمار البريطاني بين الدول العربية، فلما سألت أطفالي إن كانوا يتابعوه، قالوا لي : نحن لا نتابع القنوات الايرانية ، قلت لهم هذه قناة يمنية قالوا لي لكن عمان حليفة إيران هي من تمولها، قلت لهم عمان عربية مثل قطر التي تمول يمن شباب وبلقيس وقنوات أخرى ، ثم إن عمان هي حليفة بريطانيا وهذا المسلسل انتقد افعال الاستعمار البريطاني بطريقة مشوقة، عكس بقية القنوات التي فرض عليهم الدعم الخارجي تناول القضايا المجتمعية وتهميش القضايا الوطنية .
والحقيقة باستثناء برامج قناة سهيل الموجودة في السعودية ، فمسلسل عيال قحطان على المهربة من خلال شخصية " مايكل" الوحيد من المسلسلات اليمنية الذي قدم رسالة سياسية تتعلق بالاستعمار وشغله القذر، وكنا نتمنى أن تتذكر القنوات الأخرى قضايا الوطن الكبرى وتعالجها بطريقة فنية مناسبة لتوعية أطفالنا وأهلنا في الداخل والخارج .