عبر تاريخ الصراع اليمني الهاشمي الطويل، نجحت الهاشمية وعبيدها في كثير من معاركهم الاعلامية ضد أقيال اليمن وحركاتهم الوطنية التحررية، ودفع أحرار اليمن أثمانا باهظة جراء تلك الحملات التشويهية المُجنّحة بالشيطنة والتكفير، وكانت -الهاشمية- دوماً ما تتكأ في حملاتها على الموروث الديني السلالي البعيد كل البعد عن جوهر الدين الإسلامي الحنيف.
وبسبب تلك الحملات الإرهابية التكفيرية -وعلى سبيل المثال- تم اجتثاث الحركة المطرّفية التحررية على يد السفاح عبدالله بن حمزة الذي قتل أكثر من 100 ألف يمني، بدعوى كُفرهم بآل البيت ورفضهم للولاية العلوية الهاشمية، كما ولم يسلم أي يمني رفض العنصرية الهاشمية من تهم العنصرية والتكفير والمروق عن الدين، بما في ذلك لسان اليمن الحسن الهمداني والملك نشوان الحميري وصولاً إلى الثائر الفقيه سعيد بن ياسين وكل أحرار اليمن في القرن العشرين.
حراك الأقيال الوطني الذي انبثق من الموروث التحرري للحركة الوطنية اليمنية الممتدة عبر التاريخ، وباعتباره حراك وطني نهضوي إحيائي، ناله -ولايزال- قسطا كبيرا من تلك الحملات التشويهية، سواء من الكهنوت الهاشمي، يمينه ويساره، أو من عبيده المغفلين الغير مدركين لجوهر الصراع وامتداده التاريخي؛ إلا أن واقع اليمن اليوم مختلف تماماً عن الأمس، إذ لم تعد تلك الحملات الغوغائية مُجدية في ظل الوعي الشعبي المتنامي بحقيقة العصابة الهاشمية، ودورها في تدمير اليمن وتقويض دولته وجمهوريته، وقتل شعبه وتشريده في الداخل وفي الشتات.
ما يؤكد تناسخ تلك الحملات التشويهية للحركات الوطنية التحررية، هو ما دوّنه أبو الأقيال الشهيد محمد محمود الزبيري، رحمه الله، الذي قارع الكهنوت الهاشمي العنصري بكل ما وهبه الله من عزيمة الأقيال وإرادتهم، إذ يقول عن تُهمة العنصرية التي واجهوها في كفاحهم من أجل الحرية:
من الخطأ الكبير والمنطق المقلوب أن يُظن بالذين ينادون بالحكم الشعبي أنهم يثيرون عصبية عنصرية – فالواقع أنهم على العكس من ذلك ينادون بوحدة الشعب، الوحدة الصحيحة السليمة التي تستند إلى ضمانات بقائها في المستقبل دون عواصف. إن الذين يؤمنون بالعنصرية هم الذين يدافعون عن الفوارق والامتيازات التي تفصل بينهم وبين سائر فئات الشعب، ويصّرون على أن يتميزوا على الشعب وينفردوا عنه بحقوق سياسية واجتماعية كأنهم لا يقبلون أن يكونوا في عداد أبنائه ولا في مستوى إنساني كمستوى إنسانيته.
هذا التشخيص الدقيق للشهيد الزبيري ينطبق اليوم تماما على حراك الأقيال الوطني المناهض للإرهاب العنصري الهاشمي، ففي الوقت الذي تمارس فيه عصابات بني هاشم شتى صنوف إرهابها تجاه الأمة اليمنية، نجد الهاشمية بمختلف تكويناتها مع أدواتها الرخيصة تتحدث عن العنصرية المتعاظمة ضدها، مع أن حراك القومية اليمنية حراك توعوي في المقام الأول، هدفه الرئيس استعادة اليمني لثقته بنفسه ومغادرة خرافات أدعياء الولاية وحصرية البطنين، والتمسك بالهوية اليمنية الخالصة، المنبثقة من تاريخه وحضارته ومجده التليد.
الخلاصة، من يسعى لاستعادة دولته وجمهوريته وحقه في الحياة الحرة الكريمة، لايهمه تهمة العنصرية، لأنها باتت أغنية باهتة مكررة، لا تطرب سوى المغفلين، فالجمهورية التي فتحت ذراعيها للجميع، غدر بها الهواشم، وأعادوا الفوارق والامتيازات والفرز المجتمعي التي هدمتها الجمهورية، وها هي صنعاء السليبة خير شاهد ودليل؛ ولن يتخلص اليمنيون من هذه الجائحة الإرهابية إلا بأهداف ومبادئ حراك الأقيال الوطني، فهي الطريق الأمثل لاستعادة اليمن هوية وسيادة ومكانة دولية.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
الصين تعلن موقفا مفاجئا بشأن اليمن
-
تمزيق شعارات الحوثي بهذه المحافظة وتوتر مسلح في شوارعها
-
زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي يفر من سوريا إلى العراق
-
شاهد خروج أول مظاهرة في اليمن تطالب بتحرير صنعاء وتحتفل بعودة دمشق
-
مغترب يمني دخل قسم شرطة سعودي وقام بعمل لا يصدقه العقل
-
بعد خسارته في سوريا ولبنان.. الحرس الثوري الإيراني يُقدم على خطوة خطيرة في اليمن بعد اشهر من توقيفها..! (تفاصيل)
-
قانون حوثي جديد يقسم موظفي الدولة إلى ثلاث فئات للرواتب