آخر تواصل مع اللواء الركن ”الحاضري” قبل استشهاده بمأرب
الساعة 11:50 مساءً

اللواء الركن القاضي د.عبدالله الحاضري شهيدا مجيدا في الخالدين بإذن الله ..
القيل اليماني والمحارب والمثقف والمناضل الذي تحمل كثيرا من الفجور في الخصومة والتدليس يستشهد اليوم في ميادين النار وكان بإمكانه تجنبها والابتعاد عنها لألف سبب وسبب.
عبدالله الحاضري الذي يناضل رغما عن كل أكاذيب وأحقاد السلاليين والانتهازيين التي وقع في مستنقعها بعض الطيبين والمخلصين، لم يفارق عمله ومكتبه ومسرح عملياته منذ انطلقت الحرب، كما انه منذ سنتين او اكثر يعيش بعيدا عن اولاده وأهله متفرغا لواجبه الوطني والوظيفي.
آخر تواصل بيني وبينه كان البارحة، هاتفته للسلام عليه، حيث ذكرناه بخير انا وشقيقه الاستاذ سيف الحاضري والصديق العزيز صالح
مثنى، وكان هناك أمل أن نلتقي قريبا للمقيل والافطار سويا، لكنها المنايا تختار أبطالها.
رحمك الله يا دكتور عبدالله فقد صبرت وناضلت بصمت.
كان اليماني الوحيد الذي بادر لعقد محاكمات لقيادة الانقلاب، حين تخلت المحكمة الجزائية المتخصصة وكل أجهزة القضاء عن مهمتها بادر الرجل للمهمة من موقعه كرئيس لدائرة القضاء والنيابات العسكرية.
ورغم طبيعة عمله الادارية الخالصة، لكنه كان كثيرا ما يبادر بنفسه وبندقيته لمشاركة ابطال الميدان بطولتهم في أكثر من جبهة وميدان قتالي وها هو يستشهد في خط النار رحمة الله عليه ومغفرته ورضوانه.
يتذكر الجميع الحملات التي شنها عليه البعض، بمبررات واهية أو كيدية، نعم كان والده شيعيا اثنى عشريا وبعض اشقائه كذلك وهم لا ينكرون ذلك او يدافعون عنه، لكن الدكتور يماني حد الثمالة عرفته منذ 2012 وعرفت شقيقه سيف قبلها وشقيق اخر لهما، كلهم أقيال ومواقفهم من الامامة صارخة منذ 2004م.
اكثر من مرة اختلفت مع رأي او اراء شقيقه الاستاذ سيف او طريقته وصحيفته اليومية في تناول بعض القضايا، لكن موقفه ودور صحيفتيه أخبار اليوم والشموع في مواجهة الإمامة لا يمكن ان ينساه احد منذ الطلقة الحوثية الاولى عام 2004م وكذلك موقفه الشجاع من الانتفاضة ضد صالح.
أما الشهيد البطل الدكتور عبدالله فهو يجاهد ويجالد بقلمه وبندقيته منذ الحرب الاولى من خلال موقعه آنذاك كرئيس لنيابة المنطقة الشمالية الغربية الني كانت صعدة ضمن نطاقها.
لا يمكن هنا تفويت حقيقة مهمة، أن كثير من الذين هاجموه بقصد او دون علم، كان دافعهم هو النيل من نائب رئيس الجمهورية او ابتزازه وأعني بالتحديد اولئك الذين صاروا مؤخرا يعتبرون لوثة الهاشمية تهمة ممكنة لابتزاز خصومهم بينما شفاههم القذرة لم تجف من لعق أحذية ولعاب السلالة وربما لعق أحذية اذناب السلالة وبغالها.
هناك فرق بين الموقف المتجرد وبين ركوب الموجات الانتهازية، هذا الصنف الاخير يفتحون جيوبهم وكروشهم لكل مال نظيف او قذر، بينما اصحاب المواقف المتجردة هم من يبذلون ارواحهم ثمنا لها وقد كان الشهيد الحاضري واحدا من هؤلاء.
رحمك الله يا دكتور عبدالله وأسكنك فسيح جناته.
خالص العزاء لابنائك الكرام ولشقيقك سيف وكل احرار اهلك ورفاق دربك.
المجد والخلود للشهداء الاخيار والنصر لليمن الجمهوري الكبير.
والعاقبة للمتقين

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان