أحمد لملس...نقطة ضوء جديدة في عدن.
الساعة 08:14 مساءً

استوقفني الإتصال الذي أجراه محافظ عدن مع الصحفي الكاريكاتير رشاد السامعي، الأمر يحمل دلالة أبعد من مجرد قضية بعينها، شعرت أن عدن تستفتح عهدًا مختلفًا، تبصر الطريق أمامها بوضوح جيد وتتخلص من اللاوعي واللغة الهشة التي سادت خلال المرحلة الماضية. 

أما جوهر الحكاية وما تبشرنا به البدايات هو أن عدن تستعيد طريقها المعهود، تلك المدينة الصغيرة التي كانت منارة للوعي المدني وأول مدينة في شبه الجزيرة العربية تمارس نهجًا ديمقراطيًّا وتنطلق منها الصحف والمجلات والإذاعات في النصف الأول من القرن العشرين، وها هي تستعيد جذورها الأولى وتواصل المسير كما عرفناها حاضنة للجميع وفاتحة ذراعيها لكل المحبين .

ومن هنا تكون البداية لطريق مختلفة أكثر وضوحا وتمدن ، حين يبادر مسؤول ما للإتصال بصحفي ويوضح له ملابسات قضية معينة ويخبره أن ما نشره أثر فيه ولفت انتباهه لتسوية موضوع معين، فهذا يعني أننا نؤسس لمرحلة جديدة من علاقة السلطة بالجمهور، وعلاقة المسؤول بالمجتمع. 

كما أن هناك ثمة قيادة جديدة تتخلق في عدن، تتحرك وعينيها مفتوحة على ما يدور في مجتمعها، رأس السلطة المحلية يتابع كل ما يجري وكل ما يتعلق بقضايا تدخل في إطار إختصاصه ويحرص على معالجتها ، و لعل هذا هو أهم سلوك نفتقده في مسؤولينا وغياب حس المبادرة لديهم ، الأمر الذي تسبب بكثير من الإختلالات وضاعف من مشاعر الإحتقان لدى الناس. 

وسلوك محافظ عدن يكشف لنا أنه عرف كيف يتلمس طريقه في الإتجاه الصحيح ويتجاوز أخطاء من سبقوه، و من هنا تكون البداية لطريق جديد تختطه عدن لتعود إلينا كنافذة خلاص من واقعنا المسدود. 

وللعلم هذا ليس إشادة بمسؤول لدوافع معينة، فلست ممن يفضل المدائح الممجوجة لكنه رغبة بالتقاط أي مصدر للتفاؤل في ظل واقع لا ينبئنا سوى بالآلام واليأس، أنا على يقين أن عدن تولد مجددا، هذا إيماني الخاص بالمحافظ الجديد، ولدي ثقة أن يقيني هذا لن يخيب، ومثلما نحتشد كلنا لإدانة سلوك خاطئ لهذا المسؤول أو ذاك، علينا بالمقابل أن نحتشد للتبشير بكل سياسة راشدة تعيد تصحيح حياتنا المختلة وتقدم نموذجًا جديرا بالولاء والإشادة. 

 

من هذه النقاط الصغيرة والسلوكيات الإيجابية التي ينتهجها المسؤول، تتراكم نجاحاته ما دام يقظًا لما يدور حوله ومستعد لتحمل مسؤوليته والإيفاء بالتزاماته، على امتداد الطريق، وبما يرسخ لواقع صحي وتتسع دائرة الضوء في بلاد كلها ظلام. 

شكرا أحمد لملس، فائق أمنياتنا لك بالتوفيق والمسير الآمن حتى نصل لمرافئ دولة عادلة وحلم طال انتظاره.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان