عشرين عشرين .. استثناء جميل
الساعة 07:33 مساءً

ما إن يذكر العام 2020م إلا ويقترن ذكره بالفواجع والنوازل التي قدرها الله على هذا الكوكب ابتداءً من وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي حَيرَ العالم ووقَف الجميع عاجزاً أمامه بكل المقدرات المعرفية ومقومات التنكولوجيا فغير العديد من المعادلات ولخبط الكثير من الأوراق وأخذ يُشكل ملامح جديدة للنظام العالمي تختلف على ما قبل (كوفيد-19) 

ناهيك عن الفيضانات والسيول الجارفة التي تأثرت بها كثير من البقاع بما في ذلك وطننا الحبيب علاوة على ذلك الحرب الدائرة رحاها في يمننا الجريح منذُ أعوام والتي تسببت بتدمير الكثير من المقدرات وأوجدت المآسي والجراح على امتداد الخارطة الجغرافية للبلاد،

مديرية الفرع محافظة إب،

لم تكن في معزل عن العالم بل كانت من أشد البقاع على هذه البسيطة تأثراً بالأوضاع الراهنة لكونها من أكثر المناطق في اليمن حرمانا من الخدمات الأساسية وتفتقر لأبسط المقومات على كافة الأصعدة،

كان للقدر فيها رأيا مختلفاً ومتجها آخر حينما أراد الله وصدقت نوايا رجالها وصح عزمهم، ومن المعاناة التي تجرعوها طيلة سنين غابرة من نسيان وحرمان وإهمال.. وعندما تلاشت الأمآل لأي دور تنموي لجهات الإختصاص انبرى المخلصون وحوشاً كاسرة وأبطالاً ميامين بإرادات شامخة حرة وعزائم لا تفتر او تلين،

قرروا بكل جد وجلادة تغيير واقعهم وأسسوا مبادرة لمشروع طريق المديرية يقف على هرمها رجال خير وعمل،

ويشرف عليها قادات فكرٍ وحكمة،

وتدعمها أكف جود وسخاء، 

وتحرسها سواعدُ شَجَاعة وبسالة،

وترعاها قلوبٌ محبة متيمة ولهانة متعطشة لرؤية غدها أجمل ومستقبلها مشرق؛

مضت المبادرة وها هي تمضي وتحقق المنجزات وتكبر الأحلام ويزداد الطموح رغم صعوبة الظروف وقساوتها وقلة ذات اليد لأبناء المديرية لكن النية الصادقة والتوجه الجاد كفلين بإزالة كل العقبات وإذابة كل العراقيل،

أبناء الفرع لم يبادروا من ترف او سعة مال أو حب ظهور واستعراض ولكنهم بادروا من حاجة ماسة ووضع بائس لطريق باتت شبحاً مخيفاً تحصد الأرواح وتثير الرعب والقلق لكل من مرّ عليها،

الثقة بالله زادهم، والطموح وقودهم، والمعاناة التي تجرعوها كفيلة لمواصلة الطموح والتضحية بالغالي والنفيس من أجل بلوغ الهدف وتحقيق الطموح،

العراقيل كثيرة لكنهم أكثر، والظرف قاس لكن بأسهم شديد، والعقبات صعبة لكن إرادتهم صلبة، والمشروع عملاق كبير لكن عزمهم أكبر وطموحهم لا سقف له ولا حد،

ها هي المبادرة تمضي بكل روية وثبات وتواصل الخُطى محروسة بعناية الله وإرادات الرجال لن تتوقف إلا بتحقيق الإنجاز ومعانقة الحلم في فضاء الأمل ليكون العام عشرين عشرين شاهد على عظمة انسان الفرع واستثناءً جميلاً في تاريخه.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان