عندما كنت صغيراً في المدرسة كانت لدينا مادتان تعتمد على اتقان اللغة العربية واستخدام ألفاظها مادة القراءة ومادة التعبير .
لقد كنت أسعد كثيراً من رضى الأستاذ عني بعد أن أنتهي من قراءة نص من المقرر، وكنت أحصل على درجات مرتفعة فيها.
لكني كنت أستغرب كثيرا من انزعاجه مني عندما أقرأ عليه ما كتبته في مادة التعبير التي كان يطلب منا فيها اختيار موضوع للتعبير من واقع حياتنا ابتداء من خروجنا من المدرسة يومياً وكيفية قضاء الاجازة الاسبوعية إلى حين عودتنا إلى المدرسة، وبالكاد كنت أنجح في تلك المادة!
وبعد فترة تبين لي أن الاستاذ كان ينزعج من الكيفية التي أقضي بها بقية يومي بعد خروجي من المدرسة وأيام الاجازة الأسبوعية ولم تكن المشكلة في قدرتي على صياغة العبارات أو القائها.
لقد أدركت من وقت مبكر أن الحرية المتاحة هي (حرية القراءة) لما كتبه غيرك، وليست (حرية التعبير) لما تريد قوله أنت، حتى وإن كنت تعبر عن ما طلب منك التعبير عنه،
وحتى و إن كان تعبيرك يحكي الحقيقة والواقع.
أما مؤخراً فقد عرفت أن أشد الناس خوفا من حريات غيرهم بما فيها حرية التعبير هم أولئك الذين يزعمون أنهم حماتها ورعاتها والمدافعون عنها، فكل حرية عندهم خطر إلا عندما تكون خدمة لهم ولمصالحهم، وما شعار الحرية الذي يرفعونه إلا وسيلة لاستهداف خصومهم والإساءة إليهم والتضييق عليهم.
ماكرون وحزبه نموذجاً!.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
السعودية تُعدل شروط تأشيرة العمرة.. قيود جديدة على السفر الفردي
-
السعودية تُحدث نقلة نوعية: إقامة دائمة بدون كفيل وبمزايا استثنائية
-
مسؤول استخباراتي إسرائيلي يكشف عن عدد الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران حاليا
-
منارات المساجد في صنعاء تتحول إلى منصات تجارية.. ما القصة؟
-
بعد عامين من البحث.. أبو بكر الشيباني يجد والده في مستشفى بالقاهرة ويكشف تفاصيل صادمة
-
مقارنة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ "حزب الله" و"حماس".. موقع عبري يكشف فوارق فظيعة ومرعبة
-
إبنه أعلن الخبر الحزين... وفاة فنان قدير بعد 5 عقود من العمل الفنيّ