بين ثورتين
الساعة 10:29 مساءً


لم أر، حسب اطلاعي المحدود، بلدا لا زال سؤال الثورة طازجا وحاضرا وراهنا عنده مثل اليمن.
مر سبتمبر الماضي بنقاش مكثف حول ثورة سبتمبر ومعناها ومنجزها. لا أقول إن النقاش كان "ثريا"، لكنه كان حادا وصادقا.
كان نقاشا عن الحاضر لا نقاشا عن الماضي. كان في ظاهره نقاشا عن اليمن 1962، لكنه في حقيقته كان نقاشا عن اليمن 2020.
كان إعادة تفسير لمعنى الثورة من قبل المواطنين ومن قبل الأطراف السياسية المعنية.
ولعل هذا هو سبب أن القوى المعادية تقليديا وتاريخيا للثورة، قد غيرت رأيها ولو ظاهريا لصالح سردية تتخذ موقفا ايجابيا من الثورة كمبدا دون أن تتخلى عن مسألة "انحراف الثورة" عن هدفها ومبادئها. 
يدور نقاش مهم حول ثورة أكتوبر 1967. لكنه محدود مقارنة بالنقاش حول سبتمبر.
قد يعود السبب في ذلك إلى ان ثورة أكتوبر قامت ضد استعمار كانت له بعض الجوانب الإيجابية التي لا يمكن انكارها، بينما كانت ثورة سبتمبر ضد رجعية واستبداد مفرغ من أي ايجابية. استبداد في حالة خالصة من التخلف والعدمية والانغلاق.
وقد يكون السبب إن ثورة أكتوبر بأفقها الوطني والوحدوي تتعارض مع المزاج السائد اليوم في الجنوب حول الوحدة وحول الهوية اليمنية.
وقد يكون السبب إن قيمة التحرر من الاستعمار اصبحت في وضع المساءلة والتشكيك اليوم بعد الناتج الضعيف لدولة التحرر الوطني.
يجرى النقاش الثوري في ظل سيطرة قوة معادية لسبتمبر  وأفقها التحديثي والشعبي في الشمال، وفي ظل سيطرة قوة معادية لأكتوبر وأفقها الوطني والوحدوي في الجنوب. 
ولله في خلقه شؤون..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان