لماذا لا يعمل المسلمون بالتقويم الهجري؟!
الساعة 10:41 مساءً

 

سؤال كبير الجواب عنه يدعو للأسى، فكل الحضارات والأمم لها تقويمها الذي لا تتزحزح عنه، انظر إلى بلاد الصين، وبلاد فارس ووالخ
والسبب في ترك المسلمين لتقويمهم الذي وضعه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتمثل بسببين رئيسيين هما:

السبب الأول: الغزو الفكري والاستعماري
_____________
فمن أهم ما كان يقوم الاستعمار به، هو تغيير الهوية الدينية والثقافية للبلد المستعمر، ولقد كان للتقويم الهجري نصيب من هذه الحملات التغريبية، التي صحبت الاستعمار أو تلته:
- ففي القرن الثاني عشر الهجري الموافق للثامن عشر الميلادي، عندما أرادت الدولة العثمانيَّة تحديث جيشها وسلاحها، طلبتْ مساعدة الدول الأوروبيَّة العظمى (فرنسا وألمانيا وإنجلترا... إلخ)، فوافقوا على مساعدتها بشروط؛ منها: إلغاء التقويم الهجري في الدولة العثمانيَّة، فرضَخت لضغوطهم.

- وفي القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي عندما أراد خديوي مصر أن يَقترض مبلغًا من الذهب من إنجلترا وفرنسا؛ لتغطية مصاريف فتح قناة السويس، اشترطتَا عليه ستة شروط؛ منها: إلغاء التقويم الهجري في مصر، فتمَّ إلغاؤه سنة: 1292هـ - 1875م، واستبدال التقويم القبطي والميلادي به.

السبب الثاني: تخلف المسلمين الحضاري
____________
إن من أهم ما يعيق عودة المسلمين للعمل بالتقويم الميلادي، وأقولها بكل وضوح وبمرارة (مع معرفتي بأن بعض من سيقرأ كلامي من الفقهاء وطلبة العلم لن يروق له )، هو عدم اعتماد المسلمين على التقنية والتكنلوجيا الفلكية الحسابية التي تحدد وقت تولد الهلال بالحساب الفلكي، وإن كان كلامي هذا يبدو غريباً اليوم، لكنه سيكون بدهيا جداً في المستقبل القريب.
فلا يمكن ضبط التقويم الهجري بشكل دقيق يستطيع العالم كله اعتماده والعمل به ، ما لم يتم العمل بالحساب الفلكي الذي أرشدنا إليه القرآن الكريم، بقوله تعالى: "الشمس والقمر بحسبان"، وبقوله تعالى: "لتعلموا عدد السنين والحساب".
_______________________

محاولة توحيد التقويم الهجري في العالم الإسلامي:
وقد حسب الفلكيون اقتران القمر بالشمس، واستطاعوا حساب بداية الأشهر الهجرية لمئات السنوات، ولعل هذا الحساب سيكون له أثره في توحيد العالم الإسلامي، وفي اعتماده كتقويم رسمي منضبط، لو تم الاعتماد عليه واعتباره، وقد قامت عدة مؤتمرات فلكية تنادي بذلك كان آخرها مؤتمر تركيا سنة 1437هجرية الموافق 2016م، والذي خلص لاعتماد تقويم هجري موحد معتمداً على الحساب الفلكي وعلى اتحاد المطالع، ولكن للأسف لم تلتزمه معظم الدول الإسلامية، عدا تركيا وبعض الدول.
-----------------------
والذي يندى له الجبين أن بعض الفقهاء وطلبة العلم، يتشدد في جواز العمل بالحساب الفلكي بشكل كبير، يصل ببعضهم إلى حد جعل هذه المسألة من مسائل الاعتقاد، والحق أنها مسألة اجتهادية خاضعة لتغيرات الأزمان وحوادث الدهر، وما يجد ويستحدث في واقع الناس من وسائل توصل للمقاصد والغايات، فالغاية هي معرفة تولد الهلال في الأفق الغربي وإمكان رؤيته، ولك أن تحقق هذه الغاية بأي وسيلة حسابية أو تكنولوجية.

_______________
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان