ماذا تعني لك قضية فلسطين؟
الساعة 10:00 مساءً

 

حاولت في المنشور السابق عمل استبيان مصغر حول ماذا تعني قضيه فلسطين للعرب اليوم.
ما هي النتيجة؟
من الواضح أن هناك تحولا كبيرا في الموقف الشعبي العربي من القضية الفلسطينية.
كان الموقف السابق والموحد بين العرب رسميا وشعبيا هو النظر الى فلسطين باعتبارها قضية العرب المركزية وباعتبارها البوصلة أو المؤشر الذي من خلاله نحكم على مصداقية القوى السياسية والزعامات السياسية.
إلى جانب هذا الموقف القومي تطور موقف اسلامي ينظر لفلسطين كقضية دينية رمزها الاكبر هو الاقصى، وهدفها البعيد هو حركة جهاد جديده تعيد فتح فلسطين و اسلمتها من جديد.
لكن هذا الموقف الذي ينظر الى فلسطين باعتبارها قضية العرب المركزيه أو قضية المسلمين الأولى تغير و تحول الى عدة مواقف.
** هناك أولا الموقف الذي تخلى عن قضية فلسطين كليا باعتبارها قضية تخص الفلسطينيين فقط وأنه غير معني بهذه القضيه.
وهذا الموقف لم يظهر من فراغ. إنه هو نتيجه غضب المواطن العربي من استغلال الانظمة القومية والاسلامية لقضية فلسطين من أجل تخديره ومن أجل تضليله ومن اجل تبرير فشلها في توفير ابسط حدود الحياة الكريمة له.
نتيجة هذه التجارة السياسية القذرة بقضية عادلة، يرى كثير من المواطنين العرب أن قضية فلسطين اصبحت سيفا على رقابهم، وان التخلى عنها ضروري لنزع احد السياط التي تستخدمها السلطات الفاسدة من اجل مصادره حقوقهم.
** هناك موقف آخر لم يتخل عن قضيه فلسطين، ولكنه يرفض رفضا تاما ان ينظر اليها باعتبارها قضية العرب المركزية أو قضيه المسلمين الأول. بل ينظر لها اعتبارها قضية انسانية تستحق الدعم مثلها مثل القضايا الإنسانية الكبرى كاضطهاد الروهينجا في بورما أو قضيه العنصريه ضد السود في امريكا.
يؤى هذا الموقف ان دعم القضيه الفلسطينيه ضروري شرط أن لا يأتي على حساب قضيته المركزية، وهي قضية تطوير بلده وقضية استعادة حرياته المنتهكة داخل وطنه.
** هناك ايضا موقف عدمي وان كان لا يزال محدودا. وهذا الموقف يبدو انه متأثر بالدعايه الاسرائيليه لتبرير جرائمها ضد الفلسطينيين بخجة أن الفلسطينيين باعوا ارضهم وبالتالي ليس لديهم اي حقوق في فلسطين وأن فلسطين اليوم هي ارض اسرائيلية خالصة!!
تم الترويج لهذا الموقف العدمي من داخل دول الخليج، وهو موقف مرفوض أخلاقيا وسياسيا بالاضافة الى انه مخالف لحقائق التاريخ الواضحة حول اقتلاع الفلسطينيين من اراضيهم بالقوة.
هذه تقريبا خمسة مواقف بدأت تتنازع الرأي العام العربي حول قضيه فلسطين.
شخصيا لا أرى ان هذا الاختلاف يضر القضية الفلسطينية. بل على العكس من ذلك انه يحرر ها من سيطرة الانظمه العربية وايران على القرار الفلسطيني.
 .
لا يمكن لأي قضية عادلة أن تنجح دون دعم . ورأيي الشخصي ان الدعم الذي تحتاجه القضية الفلسطينية ليس دعما عربيا فقط ولا اسلاميا فقط.. بل هو دعم انساني عالمي.
ويجب على الفلسطينيين ان يركزوا على الدعم العالمي قدر تركيزهم على الدعم العربي.
 وقد شاهدنا كيف نجحت حركه مقاطعه اسرائيل العالميه التي تدار من العواصم الغربيه واغلب من يعمل فيها هم من الاجانب... كيف نجحت هذه الحركه في احراج النظام الاسرائيلي والضغط عليه للتخلي عن كثير من الانتهاكات.
اعتقد ان اهم مساعدة نستطيع تقديمها للقضية الفلسطينية هي تقديم صور عقلانيه حقيقه عن هذه القضيه دون متاجره ودون مزايدات ودون اوهام.
لاحظت ان المواقف الاخيرة ضد التطبيع تحولت الى لعبه سياسيه هزلية..ففي حيث يتم ادانة التطبيع السعودي الاماراتي على سبيل المثال، يتم تجاهل التطبيع القطري والتركي والعماني.
 مما يعني اننا مقبلون على فصل جديد من المتاجرة بالقضية الفلسطينية والخاسر الاكبر هم الفلسطينيون...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان