هل يحكم أردوغان بالشريعة الإسلامية؟!!
الساعة 10:30 مساءً

لا شك عندي في أن أردوغان يحكم وفق الإطار الذي تتيحه الشريعة الإسلامية،  فهو لا يحكم بالعلمانية كما يزعم البعض، فالعلمانية وقوانينها قيود تكبل الرجل وتكبل بلاده وهو بارع في التخلص منها وتكسيرها، بينما يحسب الكثيرون، جهلا،  بأن العلمانية هي الحل وأن الشريعة الإسلامية، في عالم اليوم عائق أمام السياسات التي ينبغي أن تُتخذ لإنقاذ العالم الإسلامي من محنته المعاصرة، وأن الحل هو تبني العلمانية والتضحية بالشريعة وأحكامها، ويزعمون أن هذا ما يفعله أردوغان!!!، بدعوى الإنحناء حتى تمر العاصفة وتصل السفينة إلى بر الأمان!!

وأقول هذا جهل بيّن في فهم الشريعة الإسلامية وفقهها، فالفهم الصحيح للشريعة الإسلامية يمكّن أي سياسي صادق ومحنك من اتخاذ كل السياسات التي تمكنه من تجاوز عقبات عالم اليوم وتحت أي ظروف كانت، وهو في ذات الوقت يعمل وفق ما تتيحه الشريعة الإسلامية، إذا ما أخلص النية لله وربط سياساته بالقدرة، ونزل على رأي الشورى، واجتهد وأخذ بالأسباب، وغالبَ ولم ينبطح، وغلّب المصلحة العامة على هوى النفس وحظها، ولازم الدعاء والتضرع لله.

هنا يتضح لنا خطأ النهج الذي اتخذه البعض ممن يزعم أنه يتبع أردوغان، فهم في الحقيقة نسخة مقلدة ومزورة من الرجل، فلطالما قلنا أن أردوغان خدم الإسلام من وسط علماني مفروض عليه، وهم يخدمون العلمانية من وسط إسلامي يتمردون عليه، وشتان.  

ولتتضح الصورة تأملوا في فقه ابن تيمية المقاصدي :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
 "والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن؛ فإن قومه لا يقرونه على ذلك وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل وإماما وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه ذلك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل وقيل: إنه سم على ذلك. فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها"
مجموع الفتاوى (١٩ / ٢١٨ - ٢١٩)   

ولكم أن تتخيلوا لو أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، داهن وتعايش مع الفسدة، هل كان ابن تيمية سيعده مع فريق النجاشي؟!!! أم أن أن البيئة لها حكمها في طبيعة السياسات المتخذة، وهو ما جعل عمر بن عبد العزيز إمامًا في نظر بن تيمية ونظر الأمة جمعاء بل خامس الخلفاء الراشدين، والله أعلم بالصواب...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان