معركة الحرية بين اسلامين سياسيين
الساعة 10:51 مساءً

ركز المثقفون الليبراليون والعقلانيون جهودهم لمواجهه خطاب الإسلام السياسي السني بصفته الخطاب المسيطر ممثلا في فرعيه الكبيرين الاخوان المسلمين والسلفيه الوهابيه على الخطاب السياسي والشارع العربي طوال 40 سنه أو يزيد. وقد نجح الخطاب التنويري الى حد كبير في مناقشه ونقد الطروحات الكبرى له من الخلافة الى الحجاب وتطبيق الشريعه الى شعار الاسلام هو الحل. وكان صعود داعش في 2014 لحظة انحسار رمزية الإسلام السياسي السني منذ صعوده السريع بعد هزيمه 1967. لكن منذ عام 2006 بزغ نجم ايران وحزب الله تحت شعارات "التحرير" التي حجبت حقيقتها الطائفيه بدات موجة الصعود السريع للاسلام السياسي الشيعي. بعد سقوط العراق واليمن ولبنان تحت سلطته اصبح التحدي الجديد لخطاب الحرية والعقلانية هو مواجهه طروحاته. صحيح ان الاصول الايديولوجية للاسلاميين السياسيين تتشابه في اصولها العامه، وكان الخميني متاثرا بسيد قطب والمودودي وناسخا لبعض افكارهما ، لكن اطروحات الاسلام السياسي الشيعي اكثر مراوغة خاصه انها تتعامل بخطابين متناقضين: -خطاب اعلامي معلن هو خطاب الثوره والمقاومه ومواجهه امريكا واسرائيل، - وخطاب خفي محصور في الجلسات الحزبية والدورات الثقافية هو خطاب إتباع إل البيت وأعلام الهدى والائمة المعصومين. خطاب الانتصار للمظلوميه التاريخيه الطويله للشيعه وتعويضهم بانتزاع القدر الاكبر من السلطه والثروه والمكانه. في الجانب الفكري بالذات تبدو مهمة الخطاب العقلاني معقدة. فالخطاب الديني الاسلامي القديم والحديث هو خطاب "متشيع". وخطابات الوصية والاصطفاء ومظلومية آل البيت مزروعة في اصول الفقه السني والشيعي على حد سواء. ويبدو من الصعب نقد اطروحات الاسلام السياسي الشيعي دون الانتقال الى نقد الاصول الدينيه واعادة قراءة التاريخ الذي كتب "بتشيع" واضح من قبل مؤرخي السنة والشيعة على حد سواء. والتناقض المثير هنا بين تجربه "الاسلامين" ان الاسلام السياسي السني كان هو السباق في الترويج لدولة الخلافة، بينما كان الاسلام السياسي الشيعي هوالسباق لتحقيقها على ارض الواقع (الثوره الايرانية 1979). وفي حين شارك الاسلام السياسي بنشاط في ثورات الربيع العربي، فان الاسلام السياسي الشيعي هو من وصل للسلطه في 3 دول على الأقل.. لا يمكن نقد ونقض خطاب تديين السياسة دون الانتقال الى نقد الاصول وتفكيكها. والغريب ان الاسلام السياسي السني لا زال خصما لنقد هذه الاصول رغم أنه ابرز ضحاياها اليوم!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان