التقيُّد بفكرة معينة يسرق حرية الفرد في تجريب أفكار أخرى، يسجنه داخل قوالب بالكاد يتنفس فيها.
الأخذ بمفهوم جاهز عن الحياة، دون إخضاعها للتجربة والملاحظة، وتمييز عيوبها ومميزاتها، يسرق منه أحكامه الذاتية عما هو صواب وما هو خطأ في الأمور النسبية.
لا يوجد إنسان بدون أخطاء؛ لكن أفضل الأخطاء التي تنبع من حرية القرار، لأنها خاضعة للمراجعة والتقييم، عكس الآراء المسبقة التي يفرضها فكر معين لأنها قد تولد في العقل الباطن التعصب للأفكار والرموز، فيأخذها كمسلمات غير قابلة للنقاش فتؤدي إلى سلب حق المرء في عيش واقعه المختلف عن معطيات واقع الآخرين الذي يستقي منه الأفكار الجاهزة.
الفكر الإنساني فكر أفقي، يأثر ويؤثر ولا يلغي أحدهم الآخر، لذا وضعه أساس للاختلاف فكرة عقيمة. فكل الأفكار وكل الديانات السماوية والوضعية والفلسفات المختلفة موجودة منذ الأزل وستظل.
لقد أفلحت الشعوب التي احترمت هذه الاختلافات، وركزت على جوهر الإنسان الحر، لإيمانها بأن الجبر والإلزام إنما هو بذور فتنة مستقبلية لا يخلق المواطن الصالح بل يخلق الخانع الذي ينتظر الوقت المناسب ليقلب الطاولة ويجبر الآخر على إتباعه.
يستمر التغيير الإستبدادي الذي لا يبنى الأوطان، والذي لا يبتسم فيه المواطن سوى في صورة جواز السفر، كونه يؤمن بأنه طريقه للفرار من ذلك السجن إلى عالم يحترمه ويقدره كإنسان بدون تنميط ولا قولبة تضعه في قائمة الإتهام مسبقاً.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
زعيم الحوثيين يغادر العاصمة صنعاء الى هذه الدولة.. تعرف على سبب المغادرة
-
خبير عسكري يمني يعلق على انباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني ..شاهد ماقال
-
طرد توكل كرمان من احد المؤتمرات بتركيا.. شاهد
-
لأول مرة السعودية تقدم تسهيلات كبيرة لأبناء الجنسية اليمنية (سار)
-
عاجل..أنباء عن مقتل الرئيس الإيراني " إبراهيم رئيسي " بعد سقوط مروحية كانت تقله في رحلته إلى إحدى المحافظات الإيرانية
-
شاهد.. أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني لحظة انتشار فرق الإنقاذ
-
منحة مالية من عبدالملك الحوثي للبرلماني المعارض ”حاشد” تثير سخرية واسعة