لحمد لله رب العالمين القائل " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "سورة الإسراء: (1) ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه القائل "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ" أخرجه مسلم. وبعد:
فقد تابعت هيئة علماء اليمن باستياء بالغ المسلسلات والبرامج الإعلامية التي تروج للتطبيع مع
" إسرائيل"، والهيئة في هذا الشأن تبين ما يلي:
أولاً : تعبر الهيئة عن استنكارها لهذه المسلسلات والبرامج التي تروج للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني ، والتي تساهم في مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة شرعاً وتاريخاً، وتتنكر لصموده وتضحياته ،وحقه في التحرر من الاحتلال الصهيوني الذي يعد من أمكر وأقبح صور الاحتلال الاستيطاني العنصري التي عرفها التاريخ.
ثانياً : تجدد الهيئة دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأشد أنواع الظلم والقهر منذ أكثر من سبعين عاماً، وتشيد بصموده وتضحياته، وتدعو الأمة العربية والإسلامية شعوبا وحكومات إلى اتخاذ كل ما من شأنه دعم الشعب الفلسطيني في معيشته وحياته بما يمكنه من الثبات على أرضه، ونيل حقوقه المشروعة، في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الى أراضيهم التي هُجّروا منها، واستعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ثالثاً: تجدد الهيئة تأكيدها على أن القدس وقف إسلامي يحرم المساس به، وهو يخص جميع المسلمين في العالم، وتقع مسؤولية حمايته عليهم جميعاً شعوباً وحكومات، كما تحذر الهيئة من تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وفرض أي واقع جديد يُمكّن الاحتلال الصهيوني من وضع يده على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وإخضاعه لسيادة الكيان الصهيوني، تمهيدا لانتزاعه الكامل من أيدي المسلمين، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
رابعاً: تُذكّر الهيئة بقرارات مؤتمر القمة العربي ( قمة القدس ) المنعقد في الظهران بالمملكة العربية السعودية يوم 29رجب 1439هـ الموافق 15ابريل 2018م ، والتي أكدت على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وعلى بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك تجديد الرفض القاطع للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والتأكيد أيضا على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين العربية، وكذلك التحذير من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس لأن ذلك سيؤدي إلى تداعيات مؤثرة على الشرق الأوسط بأكمله.
خامساً : تجدد الهيئة الإشادة بقرارات اجتماع القمة الإسلامية الاستثنائية حول القدس المنعقد يوم
25/ 3/ 1439ه في اسطنبول، والذي أكد على أن القدس هي السبب الرئيسي لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي، وجدد الاعتراف بدولة فلسطين، ودعا العالم أجمع إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة محتلة لدولة فلسطين، ورفض وأدان بيان الإدارة الأمريكية غير القانوني بشأن وضع القدس، وأعلن أن ذلك البيان باطل ولاغٍ من وجهة نظر الضمير والعدالة والتاريخ.
سادساً : تشيد الهيئة بموقف حكومتنا اليمنية الذي أكد وقوف بلادنا الثابت والراسخ والداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن شعبنا اليمني سيبقى دائما وأبدا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في أرضه ودولته، وأنه لن نحيد عن هذا الموقف من القضية الفلسطينية.
سابعاً: تدعو الهيئة علماء المسلمين والهيئات الإسلامية في العالم إلى القيام بالواجب الشرعي نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وللقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ختاما: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم، ليكونوا قادرين على القيام بواجبهم تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 18 رمضان 1441هـ.