في ذروة التوتر بين واشنطن وطهران، ايران ترسل صواريخ وأسلحة الى الميليشيات الموالية لها في العراق واليمن في حين تتوقع واشنطن شن اعتداءات على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
اتهمت الدول الغربية والسعودية، حليفة الولايات المتحدة، طهران في أيلول/سبتمبر بالوقوف وراء ضربات جوية استهدفت منشأتي نفط سعوديتين، ما أدى إلى شلّ قسم من الإنتاج النفطي السعودية وتسبب بارتفاع أسعار الخام.
من جهة ثانية، ذكر مسؤولون أميركيون يوم الأربعاء أن بارجة تابعة للبحرية الأميركية صادرت أجزاء متطورة من صواريخ يعتقد بأنها تعود لإيران من قارب أوقفته في بحر العرب، وذلك في الوقت الذي تضغط فيه إدارة ترامب على طهران للحد من أنشطتها الإقليمية.
وأكد البنتاغون في بيان أن بارجة أميركية عثرت في 25 نوفمبر/تشرين الثاني على "مكونات صواريخ متقدمة" على متن سفينة غير معلومة الهوية وأن تحقيقا أوليا يشير إلى أن الأجزاء مصدرها إيراني.
وقال مسؤولون أميركيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم إن مدمرة الصواريخ الموجهة فورست شيرمان احتجزت قاربا صغيرا الأسبوع الماضي قبل أن تعتليه مفرزة من خفر السواحل وتعثر على أجزاء الصواريخ.
وأضاف المسؤولون أن طاقم القارب الصغير نُقل إلى خفر السواحل اليمني وأن أجزاء الصواريخ في حيازة الولايات المتحدة حاليا.
وقال أحد المسؤولين إنه طبقا للمعلومات الأولية فإن الأسلحة كانت متجهة للمقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.
وخلال السنوات الأخيرة اعترضت سفن حربية أميركية وصادرت أسلحة إيرانية كانت متجهة على الأرجح للمقاتلين الحوثيين.
وقال المسؤول إن الاختلاف هذه المرة يتمثل في طبيعة الأجزاء.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولي استخبارات أميركيين قولهم ان إيران استغلت حالة الفوضى الحالية في العراق لبناء ترسانة سرية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في هذا البلد، ضمن جهود موسعة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط وبسط نفوذها.
وأوضح مسئولون غربيون ان إيران "تنخرط في حرب خفية وتضرب دولا في الشرق الأوسط لكنها تخفي أصل تلك الهجمات لتقليل فرص إثارة رد أو تصعيد القتال".
ولم يحدد المسؤولون نوعية الصواريخ التي يقولون إن إيران نقلتها للعراق، إلا أنهم قالوا إنها صواريخ ربما يزيد مداها على 600 ميل.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء العام الماضي أن إيران سلمت صواريخ باليستية لوكلاء لها في العراق كما تطور القدرة على نشر المزيد هناك لمنع وقوع هجمات على مصالحها في الشرق الأوسط ولتوفير السبل لها لضرب أعدائها في المنطقة.
وبموجب قرار للأمم المتحدة فإنه يحظر على طهران تقديم أو بيع أو نقل أسلحة خارج البلاد ما لم تحصل على موافقة من مجلس الأمن. ويحظر قرار منفصل للأمم المتحدة بشأن اليمن تقديم أسلحة لقادة الحوثيين.
وتصاعدت حدة التوتر في الخليج منذ الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط هذا الصيف منها هجوم قبالة ساحل دولة الإمارات وهجوم كبير على منشآت للطاقة في السعودية. واتهمت واشنطن إيران بالمسؤولية عن تلك الهجمات وهو ما نفته طهران.