اكتشف علماء الآثار في فنلندا عصا خشبية صنعت باحترافية على شكل ثعبان فريد من نوعه ويبلغ عمرها 4400 عام قبل الميلاد.

وحسب ما ورد في صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، عثر علماء الآثار على العصا على شكل ثعبان  في  يارفينسو 1، وهو موقع  رطب تم احتلاله بين عامي 4000 قبل الميلاد و 2000 قبل الميلاد.

قطعة مميزة 

ورجح العلماء استخدام العصا على شكل ثعبان التي يتجاوز طولها أكثر من نصف متر، والمميزة عن أي قطعة خشبية أخرى، وجدت في شمال أوروبا في الطقوس الدينية للشامان في العصر الحجري.

وأشار علماء الآثار في فنلندا إلى أنه تم اكتشاف العصا عن طريق الصدفة بواسطة حفار خنادق خلال الخمسينيات من القرن الماضي، لكن لم يتم التنقيب في المكان بالكامل. 

 وقال مؤلف الدراسة، الدكتور ساتو كويفيستو، من جامعة توركو: «رأيت العديد من الأشياء غير العادية في عملي كعالم آثار في الأراضي الرطبة، لكن اكتشاف هذه لبعصا جعلني عاجزًا عن الكلام تمامًا وأصابني بالقشعريرة». 

شبيهة بالإنسان 

ويُظهر الفن الصخري المعاصر أشياء على شكل ثعبان تمسك بها شخصيات شبيهة بالإنسان، ولهذا السبب يعتقد الخبراء أن النحت كان أحد موظفي الشامان في العصر الحجري للطقوس.

وأضاف  المؤلف المشارك، الدكتور أنتي لاهيلما، من جامعة هلسنكي: «يبدو أن هناك علاقة معينة بين الثعابين والبشر، هذا يعيد إلى الأذهان الشامانية الشمالية في الفترة التاريخية، حيث كان للثعابين دور خاص كحيوانات تساعد الروح في معتقداتهم».

ويتمتع شاطئ البحيرة الذي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ بظروف أراضٍ رطبة تساعد على الحفاظ على العناصر الخشبية، كما كشفت أعمال التنقيب السابقة في الموقع عن مغرفة خشبية بمقبض يشبه رأس الدب.

ولفت الدكتور كويفيستو: «تساعد الاكتشافات المحفوظة جيدًا من الأراضي الرطبة في فهمنا للشعوب القديمة والمناظر الطبيعية حيث قاموا بأنشطة دنيوية ومقدسة». 

وتابع كويفيستو: «للأسف الكنوز التاريخية في  يارفينسو 1 مهددة من الصرف والتغيرات الأخرى في البيئة المحلية، والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ، حيث إن علامات الدمار الناجم عن الصرف المكثف واضحة بالفعل في الموقع والكنوز العضوية لم تعد آمنة». 

وفي وقت سابق، أظهرت الأبحاث أن اثنين من المحاربين من القرن السابع في مقبرة قديمة في السويد تم دفنهم بفراش مريح محشو بالريش من مجموعة متنوعة من الطيور.

ويُظهر التحليل المجهري الجديد للفراش آثارًا للريش من الأوز المحلي والبط والطيهوج والغربان والعصافير والخنازير وحتى بومة النسر.

و دفن المحاربين في قواربهم بخوذات غنية، ودروع وأسلحة وحتى قطع ألعاب، والتي  إلى جانب طبقات الفراش المتعددة، كانت ستسهل الرحلة  إلى عالم الموتى .

ومن الغريب أنه في أحد القبور وضعت بومة نسر أوراسية (بوبو بوبو) مقطوعة الرأس - والخبراء ليسوا متأكدين تمامًا من السبب.