


قبل أيام قليلة من أن تُزف عروسه إليه في صباحية عيد الأضحى، زُف الشاب "فائز سعيد خالد" إلى المقبرة، جثةً هامدة، بعد أن سقط ضحية لجريمة بشعة هزّت مديرية "فرع العدين" بمحافظة إب، التي ترزح تحت قبضة المليشيات الحوثية، وتغرق في فوضى أمنية متصاعدة.
بحسب رواية الناشط وثيق القاضي، فإن الجريمة وقعت حين اقتاد "صديق" الضحية إلى مكانٍ خالٍ خارج القرية، وهناك أرداه قتيلًا بطلقات نارية غادرة، طمعًا في هاتفه المحمول وبعض المال البسيط الذي كان بحوزته كهدية لزوجته المستقبلية.
الضحية "فائز"، كان قد عقد قرانه قبل أيام، ويستعد لحفل زفافه نهاية الأسبوع الجاري، بالتزامن مع عيد الأضحى.. لكن رصاص الغدر سبقه إلى موعده المنتظر، لتتحوّل فرحة العمر إلى مأتم، وتُستبدل الزغاريد ببكاء أمٍ تنتظر ابنها على عتبة الباب، لا لتستقبله عريسًا، بل لتتلقاه ملفوفًا في كفن.
الناشط القاضي أشار إلى أن هذه الجريمة تأتي ضمن موجة دامية من الانفلات الأمني تشهدها المنطقة، حيث شهدت مديرية "فرع العدين" وحدها مقتل أربعة مواطنين خلال أسبوع واحد فقط، في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية التابعة لمليشيا الحوثي التي وصفها القاضي بأنها "تطوف للجباية ثم تتوارى، تاركة السلاح والبلطجة تعبث بأرواح الأبرياء".
وفي منشور مؤلم كتبه القاضي على صفحته بموقع فيسبوك، شنّ هجومًا لاذعًا على سلطات الأمر الواقع، قائلاً: "البلاد تحوّلت إلى غابة، والمسؤول مشغول بعدّ أغصان القات وعدّ الأيام التي سيقضيها مختبئًا من المطر، بينما الدم ينسكب والخراب يتمدد".
حكاية "فائز" لم تكن الأولى، لكنّها جاءت كصفعة جديدة على وجه مجتمع يعاني من تفكك أمني مريع، وسلطة تلهث خلف "المنشورات" أكثر من ملاحقة القتلة.
وبينما يستعد اليمنيون لاستقبال العيد، تستعد أسر في "فرع العدين" لتشييع أحبّتهم الذين خطفهم الرصاص قبل أن تطرق الفرحات أبوابهم.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
أسرار المصاهرة: أول خيانة تهز علاقة الشيخ الضبيبي وعبدالسلام جحاف
-
قرار جديد من الجوازات السعودية يمنح حرية العمل لثلاث جنسيات عربية
-
ظهور جديد لبن مبارك بهذه الدولة الكبرى بعد مغادرته منصبه
-
صنعاء: ضبط 3 سيارات تقوم بممارسات محظورة في «السبعين» .. تفاصيل
-
محامي صالح يفجر مفاجأة: رسائل خاصة بين علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر
-
اعلان رسمي سار لجميع اليمنيين
-
سوريا تُعفي 4 دول من رسوم التأشيرة