


في الطريق من المخا على البحر الأحمر إلى مدينة تعز، يجذبك ضجيج الآليات والعاملون الذين يسابقون الزمن لفك حصار الحوثيين المطبق.
وتمول دولة الإمارات العربية المتحدة، شريان الكدحة، بعقد بلغ حوالي 7,7 مليون دولار، وبإشراف من نائب المجلس الرئاسي العميد الركن طارق صالح باعتباره طوق نجاة للمدنيين الذين تقطعت بهم السبل وسلكوا ممرات مميتة طيلة 9 أعوام.
وكان طريق الكدحة في تعز الذي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتشييده قد انطلق في أكتوبر الماضي، ليعد إحدى أهم الهدايا الإماراتية للشعب اليمني، كونه جسرا بين الساحل والجبل ويربط ميناء ومطار المخا بمدينة تعز وباقي محافظات شمال اليمن.
ويمر الطريق بين أدغال الجبال ومجاري السيول الرابطة بين مديريتي "الوازعية" و"المعافر" غربي تعز بطول 14 كيلومترا ليشكل سوق "الكدحة" الريفي التاريخي همزة وصل بين مثلث "البيرين" ومثلث "المخا" بطول 40 كيلومترا.
ويعكف أكثر من 240 عاملا ومهندسا للطرقات في تعبيد هذا الشريان الذي تنظر إليه الحكومة اليمنية بأمل كبير من أجل تخفيف معاناة أكثر من 5 ملايين نسمة يقطنون المديريات المحررة في محافظة تعز الوقعة جنوبي اليمن.
ويضم الطريق 68 جسرا لتصريف مياه السيول والأمطار منها 63 جسرا حجريا تتفاوت أبعادها من منفذ إلى 3 منافذ ويبلغ طول مدماكها من متر ونصف إلى 3 أمتار، فيما لجأ المهندسون للجسور الخرسانية طويلة الأبعاد في 5 مواقع.
و رصد موقع العين الإخبارية، أكثر من 86 آلية ثقيلة تتولى شق الصخور والجبال وتعبيد الطريق ونقل المواد الخرسانية والأسفلتية في مسعى لإنجاز المشروع الذي يتوقع أن يتم الانتهاء من تشييده في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأكد مهندس مشروع الكدحة معاذ خالد أن نسبة الإنجاز الكلية للمشروع منذ انطلاقه في أكتوبر الماضي بلغت 47.29 بالمئة، فيما بلغت نسبة إنجاز القطع الصخري 97.88 بالمئة، كذلك بلغت نسبة أنجاز أعمال الردم 66.70 بالمئة.
وعن الصعوبات التي واجهت تشييد شريان الكدحة، قال المهندس، إنها تمثلت في جانب القطع الصخري وشق الجبال، مشيرا إلى حرص الشركة المنفذة على جودة العمل وتعديل المسار أكثر من مرة على زيادة سماكة الطبقات.
ولفت إلى أن "زيادة الحركة المرورية في طريق الكدحة أجبرتنا على أن يصبح تصنيف الطريق من الدرجة الأولى وكأحد أهم الطرق المستدامة":
وأضاف "نحن نعمل بمواصفات فنية وجودة عالية وزيادة ليصبح الطريق آمنا لجميع المارة".
ونبه إلى أن طريق الكدحة أصبح ممرا آمنا لأكبر شاحنات النقل، وهذا يحدث للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الحوثية، حيث لم تدخل أي شاحنة من هذا النوع إلى تعز بسبب إغلاق المليشيات الإرهابية للطرقات.
وساهم شريان الكدحة الذي شيدته سواعد الإمارات في فك أزمة الغاز في مدينة تعز عوضا عن كونها ممرا لآلاف المسافرين إلى مدن الساحل الغربي والعاصمة المؤقتة عدن.
هذا ما أكده المواطن إبراهيم حسن، مشيرا إلى أن الطريق خفف من وطأة الحصار الحوثي القاسي على المدنيين وساهم خاصة خلال شهر رمضان في دخول الإمدادات الغذائية واحتياجات السكان.
وأضاف: "أغلق الانقلاب الحوثي في وجوه المسافرين نحو 9 منافذ رئيسية تصل تعز بالمحافظات الحيوية المجاورة، أهمها عدن والحديدة، وذلك في حصار داخلي يستهدف عزلها وحرمان السكان من الإمدادات المعيشية".
كما يعد حصار الحوثيين "عقابا جماعيا كونه منع دخول المواد الغذائية والقوافل الإغاثية والمشتقات النفطية والبضائع التجارية وهو ما دخل مؤخرا عبر طريق الكدحة بعد أن أصبحت ممرا آمنا للعبور ونقل البضائع والمؤن".
وأشاد المواطن بدعم الإمارات قيادة وشعبا لليمنيين وبدور قائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح الذي ساهم في تسريع وتيرة العمل وتشييد الطريق الذي ينظر اليه ملايين اليمنيين على أنه من أهم المشاريع التنموية في البلاد.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
طارق صالح يكشف كواليس خروجه الدامي من صنعاء لأول مرة
-
الجوازات السعودية تُفاجئ المقيمين بقرار جديد لتجديد الإقامة
-
فاجعة في صفوف حزب الإصلاح: مصرع رئيس دائرته السياسية جنوب اليمن
-
مسقط تتحرك: استقطاب شخصيات مؤثرة لاستهداف الجنوب والتحالف
-
الكشف عن مصير المرشد الإيراني "خامنئي" بعد الضربة الإسرائيلية
-
محافظة يمنية في جنوب اليمن تشهد توترات قبلية بسبب الإعلان عن تنصيب "شيخ جديد" دون توافق قبلي !
-
تحذير هام من الفلكي محمد عياش من المتوقع في بلادنا خلال الأيام القادمة ..