توجيهات المحرمي

على ضوء هذه الحادثة، وجه عضو مجلس القيادة الرئاسي، أبو زرعة المحرمي، بتشكيل لجنة تحقيق فورية للتحقيق في ملابسات الواقعة وتحديد المسؤوليات.

كما أصدر توجيهات واضحة بإيقاف قائد جهاز مكافحة الإرهاب في عدن، الشنيني، وعدد من الجنود المرتبطين بالحادثة، وإحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وفي بيان أكد المحرمي أن مثل هذه التصرفات "مرفوضة تمامًا وغير مقبولة بأي شكل من الأشكال". وقال: "نحن نعمل على بناء دولة قانون ومؤسسات، ولا يمكن السماح بأي تجاوزات أو انتهاكات تمس كرامة الإنسان وحقوقه، مهما كانت الظروف".

وأضاف: "سيتم محاسبة كل من ثبت تورطه في هذا العمل غير الإنساني، ولن تكون هناك حصانة لأي شخص أمام القانون".

ردود الفعل المحلية والدولية

الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قبل العديد من الناشطين الحقوقيين والمنظمات المحلية والدولية.

فقد أدانت منظمة حقوقية محلية بشدة ما وصفته بـ"السلوك الوحشي"، مؤكدة أن التمثيل بالجثث يشكل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

أهمية احترام القانون

خبراء في القانون الدولي والإنساني أكدوا أن التمثيل بالجثث يُعد انتهاكًا خطيرًا للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر أي نوع من الإساءة أو الإذلال للجثث.

وأشاروا إلى أن مثل هذه التصرفات لا تؤدي فقط إلى انتهاك حقوق الإنسان، بل تساهم أيضًا في تأجيج العنف والانتقام، مما يعقد الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

رسالة إلى الجميع

في الوقت الذي تشهد فيه اليمن تحديات كبيرة على مختلف المستويات، فإن الحادثة تُبرز أهمية تعزيز ثقافة احترام القانون وحقوق الإنسان في صفوف الأجهزة الأمنية والعسكرية.

ويؤكد المحرمي والحكومة اليمنية على أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة هو عبر الالتزام بالقانون وسيادة العدالة، والتعامل مع الجميع دون تمييز أو انتقام.

يبقى أن نرى كيف ستتعامل السلطات مع نتائج التحقيقات وما إذا كانت الإجراءات التي سيتم اتخاذها ستكون رادعة بما يكفي لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.

ختامًا، تبقى رسالة واضحة موجهة إلى الجميع: لا مكان للوحشية والانتهاكات في زمن يفترض فيه أن يكون القانون هو الحكم العادل والمسيطر.