


اعلن المبعوث الخاص لأمين عام الامم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبيرغ عما سماه "مرحلة الحسم"، قال إن اليمن يقف عندها و"ستحدد مستقبله". معارضا التصنيف الامريكي لجماعة الحوثي منظمة ارهابية، وكاشفا في الوقت نفسه عن تطورات قال ان المضي فيها "سيكون خطأً كارثياً على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكمله".
جاء هذا في احاطة جديدة من المبعوث الاممي، هانس غروندبيرغ، قدمها لجلس عقدها مجلس الامن الدولي بشأن اليمن، ليل الخميس (13 فبراير)، تحدث فيها عن تطورات ايجابية شهدها اليمن خلال الاسبوعين الماضيين على اخر احاطة تقدم بها للمجلس، وفي المقابل، حذر من توجهات نحو استئناف الحرب في اليمن، بدعم من اطراف اقليمية.
وقال غروندبيرغ: "توقف هجمات أنصار الله على السفن في البحر الأحمر وإسرائيل، إلى جانب الإفراج عن طاقم سفينة جالاكسي ليدر، يعد تطوراً إيجابياً. علينا استغلال هذه الفرصة لترسيخ المزيد من التهدئة". مطالبا الجماعة بـ "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات المدنية والبعثات الدبلوماسية".
مضيفا: "أحث الأطراف على الاستفادة من فرصة التهدئة الإقليمية الأخيرة لتعزيز الثقة عبر اتخاذ خطوات عملية. إن الإفراج الأحادي الجانب عن 153 محتجزاً مرتبطاً بالنزاع من قبل أنصار الله يمثل خطوة إيجابية، وأدعو إلى تحقيق مزيد من التقدم في هذا الاتجاه. لقد آن الأوان لكي تقدم جميع الأطراف التنازلات اللازمة للافراج عن كافة المحتجزين".
لكنه عبر في المقابل، عن معارضة قرار الولايات المتحدة الامريكية بتصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية، بقوله: "بينما ننتظر المزيد من الوضوح بشأن تصنيف #الولايات_المتحدة المرتقب لأنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية، من المهم حماية جهودنا الرامية إلى دفع عملية السلام إلى الأمام. ما أُعتبر طلبا لواشنطن بالتراجع عن قرارها لدعم السلام.
وقال غروندبيرغ: "لازلت ملتزما بالعمل بموجب التفويض الذي منحه لي هذا المجلس لإنهاء النزاع في اليمن. فخلال الشهر الماضي، واصلت انخراطي المكثّف مع مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين، وكان آخرها في واشنطن. تظل رسالتي للجميع واضحة وثابتة: لا يمكن تحقيق تطلعات الشعب اليمني إلى سلام دائم إلا من خلال تسوية سياسية للنزاع".
مضيفا: إن "هذا الهدف ليس بعيد المنال، بل هو ممكن وواقعي وقابل للتنفيذ". وأردف قائلا: "تُعد عناصر خارطة الطريق ركيزة أساسية لهذا المسار. لقد التزمت الأطراف بوقف إطلاق نار شامل كخطوة أولى نحو تحقيق الاستقرار فبدون إنهاء الأعمال العدائية، لن تتوفر الظروف الملائمة لحوار سياسي جاد. سيمهد ذلك الطريق لعملية سياسية منظمة".
وتابع قائلا: "تتيح لليمنيين تقرير مستقبلهم من خلال مفاوضات شاملة تُجرى تحت رعاية الأمم المتحدة. ومن الضروري أن يحتفظ مكتبي بالحيّز اللازم لضمان المشاركة الفعالة في جهود الوساطة. علاوة على ذلك، فإن معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن عبر حوار مستمر وتدابير ملموسة يعد ضرورياً لإعادة بناء البلاد والتخفيف من معاناة الشعب".
لكنه استدرك: "إن اليمن عند نقطة تحول حاسمة. فالخيارات التي يتم اتخاذها اليوم ستحدد مستقبله. لا يزال الحل المستدام للنزاع ممكناً، لكنني لا أستخف بالصعوبات التي ينطوي عليها. فهو يتطلب التزاماً جاداً، شجاعة، وإجراءات ملموسة من جميع الأطراف. ويتعين على الأطراف الالتزام بالعمل بجدية وحسن نية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لترجمة التزاماتها".
وتابع: "أدرك أن البعض يعتقد أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق قد تحقق لهم مكاسب، لكنني أؤكد بوضوح أن هذا سيكون خطأً كارثياً على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكملها". مخاطبا دول التحالف واميركا: "إن مسؤولية خلق مساحة لحل تفاوضي لا تقع فقط على عاتق الأطراف اليمنية وحدها، بل تشمل أيضاً الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية".
مشددا على أن دول التحالف بقيادة السعودية والامارات، والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وإيران وغيرها من الاطراف الاقليمية والدولية التي اشار اليها بالفاعلة "تتحمل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل". وتابع: " لا يمكن تحقيق سلام حقيقي ودائم إلا من خلال جهود جماعية. هذا يتطلب عزيمة وإجراءات منسقة".
وتطرق المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ إلى تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية في اليمن، بقوله: "يثير التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن قلقاً بالغاً. هذه المعاناة تطال الجميع في أنحاء البلاد. في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، عانى السكان من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 24 ساعة".
مضيفا: "ففي الأسبوع الماضي، شهدت عدن ثلاثة أيام متتالية من انقطاع الكهرباء، ما دفع الناس إلى الخروج إلى الشوارع. وقوع هذه الأزمة خلال فصل الشتاء، حيث يكون الطلب على الطاقة أقل، يبرز مدى تفاقم الأزمة. التدهور المستمر في قيمة الريال اليمني أدى لارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما جعل تأمين الاحتياجات الأساسية تحدياً يومياً لملايين اليمنيين".
وتابع: "العديد من العائلات، بات تأمين أبسط الضروريات، مثل الغذاء والدواء والوقود، أمراً يفوق قدراتها. هذه المعاناة الاقتصادية لا تقتصر على المناطق تحت سيطرة الحكومة، بل يعاني السكان في مناطق أنصار الله من تحديات مماثلة في توفير احتياجاتهم الأساسية. هذه الظروف تعكس غياب حل سياسي مستدام. فبدون أفق للسلام، لا يمكن تحقيق الازدهار".
مُختتما احاطته الجديدة لمجلس الامن الدولي بشأن التطورات في اليمن وجهود انهاء الحرب واحلال السلام، بقوله: "يواصل مكتبي العمل مع الأطراف المعنية لإيجاد حلول مستدامة وقابلة للتنفيذ تعود بالفائدة على الشعب اليمني". وأردف بتجديد تعهداته: "أظل ملتزماً بمواجهة التحديات بشكل مباشر، باتباع نهج واضح ومنظم ودؤوب. شكراً جزيلاً لك السيد الرئيس".
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
الريال اليمني يُفاجئ السوق.. سعر غير متوقع في صنعاء وهكذا تحركت الأسعار اليوم
-
ضائع في الصحراء: وصية أخيرة تهز القلوب لمغترب يمني
-
أعجوبة مذهلة تنقذ أبناء محافظة يمنية وتفرح قلوبهم
-
صوت المرأة في عدن يعلو.. ملكة جمال العرب تعلق على مايحدث
-
سعر جديد للبنزين ابتداء من اليوم (إعلان)
-
كان من ضمن العالقين في الأردن .. مقدم برنامج خاطرك مجبور يعود الى ارض الوطن ويعلق بكلمات مؤثرة
-
إعادة 15 مليون ريال سعودي للحجاج اليمنيين بقرار رسمي